الدورة (57)
بيان المجلس الإسلامي الأعلى في دورته العادية السابعة والخمسين اجتمع المجلس الإسلامي الأعلى في دورته العادية السابعة والخمسين ودرس في جلساته مختلف النقاط المدرجة في جدول أعماله. استعرض المجلس الأوضاع الراهنة في ولاية غرداية كما استعرض حالات الاضطهاد والظلم وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمون في البعض من بلدان العالم وتزايد الاعتداءات على المساجد وكذا التضييق على المسلمين في الدول الأوربية ودول أخرى. وفي ختام دورته، أصدر المجلس البيان الآتي: 1- سجل المجلس ما يجري من ظلم وعنف في ولاية غرداية وجدد دعوته إلى جميع مواطني هذه الولاية بكل فئاتهم من أجل تحكيم العقل وتوحيد الجهود لإعادة الأمن والاستقرار، راجيا من المولى تعالى أن يعيد إليهم الوئام والانسجام وأن تسود هذه الولاية أخوة الاسلام التي تجمعنا كلنا. 2- استنكر المجلس كذلك استفحال الظاهرة التكفيرية لدى بعض الفرق الضالة والمتنافية مع تعاليم ديننا الحنيف إذ جاء في القرآن الكريم ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا عظيما” (النساء الآية 93) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. كلّ المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه” وقال عليه الصلاة والسلام أيضا ” سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”. ولاحظ المجلس أيضا أن هذا التكفير قد أدّى إلى الكثير من التفرقة والشقاق والبغضاء بين الإخوة والله تعالى يقول في منزل كلامه: ” إنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون” (الأنبياء الآية 92). 3- عبّر المجلس عن استنكاره الشديد لما يجري في بعض البلدان من ظلم واضطهاد للمسلمين ومن ترويع وتهجير وإبادة جماعية وحشية لإخواننا المسلمين خاصة في بورما وإفريقيا الوسطى. وذكّر المجلس دعوته للعلماء المسلمين والمنظمات الإسلامية والهيئات الإنسانية العالمية والمنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان وكذا الدول الإسلامية ومنظمة الأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لإيقاف هذه الجرائم ولتطبيق رسالتهم ومثلهم العليا الخاصة بنشر السلام والتفاهم بين الناس في العالم. 4- ثم أدان المجلس الحملة العنصرية المتنامية التي مازالت تستهدف المسلمين في بعض البلدان الغربية وغيرها ومنها الاعتداءات على بيوت الله تعالى في حين أن الدين الإسلامي يفرض على المسلمين احترام الديانات الأخرى والحفاظ على معابدها في البلاد الإسلامية. 5-اقترح أعضاء المجلس تنظيم ملتقى دوليا في موضوع: “الإسلاموفوبيا اليوم أو عودة ذهنية الحروب الصليبية : أي مكان للحوار بين الأديان؟” خلال شهر محرم 1436هـ الموافق شهر أكتوبر 2014م. وبهذه المناسبة أكّد المجلس ضرورة محاربة الإسلاموفوبيا بجميع أشكالها والتي تذكّرنا بالحروب الصليبية الشنعاء في حين أن الكثير من المفكرين والمدافعين عن حقوق الإنسان يزعمون أنهم من أنصار الحوار بين الديانات والحضارات. وفي الأخير أعرب المجلس عن أمله في غد مشرق لوطننا العزيز يمارس فيه جميع المواطنين حقوقهم ويقومون بواجباتهم كأمة متحضرة في ظل انتمائها الحضاري الأصيل وقيمها وثوابتها. والله ولي التوفيق الجزائر في 09 جمادى الثاني 1435هـ/ 09 أفريل 2014م رئيس المجلس الإسلامي الأعلى