بســم الله الرحمــن الرحيـــم
بيان المجلس الإسلامي الأعلى
كتاب الخاص بمائوية الشيخ العلاوي
03 شعبان 1430هـ الموافق لـ 25 جويلية 2009م
ثار مؤخرا الكتاب الخاص بمائوية الشيخ العلاوي والذي صدر عن دار النشر زكي بوزيد ردودا كثيرة نظرا لما جاء في البعض من مضامينه.
يبدو أن الكتاب لم يوفّق في تقديم بعض الصور التي لم يستسغها الكثير من الذين اطلعوا عليه إذ ورد فيه تشخيص الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الأنبياء والرسل والصحابة ابتداء من سيدنا آدم عليه السلام والملائكة، وهي صور قديمة في شكل منمنمات وصور شعبية لا يمكن الاعتماد عليها وأغرب من ذلك كله هناك صور أقرب ما تكون إلى الإباحية. إن علماء الإسلام في أغلبية العالم الإسلامي لم يرضوا بذلك. الرجاء إبعاد هذه الصور سواء بتغطيتها أو بطريقة أخرى لكي يهدأ الجو وتسوّى هذه المشكلة المفتعلة. وردت أيضا بعض النصوص في الكتاب يفهم منها توحيد الديانات كلها على وجه الأرض وهي نظرية غريبة لا صلة لها بالإسلام الحنيف و لا يمكن أن تطبق نظرا للخلافات التي تسود علاقات هذه الديانات. إنما الإسلام يدعو إلى الحوار بين الديانات “بالتي هي أحسن” على أساس الاحترام المتبادل ولكل ديانة خصوصياتها والإسلام صريح في ذلك إذ جاء في الآية الكريمة: “لكم دينكم ولي دين”. أما بالنسبة لنجمة سيدنا داود السداسية التي تحيط بصورة الأمير عبد القادر، فإنه ليس من اللائق اقترانها بهذه الشخصية الوطنية العظيمة لأنها أصبحت رمزا للصهيونية المعروفة بعداوتها للإسلام.
و لا يخفى دور الزوايا العلمية على أحد إذ هي تكون الناشئة ومريديها على أساس حب القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة والقيم الإسلامية وتمتاز أيضا بمساعدة الناس وإصلاح ذات البين وهي مكملة لما تقوم به الأسرة والمؤسسات التعليمية من تربية صحيحة. وقد قاومت الاستعمار في بلادنا وبرز منها مجاهدون كبار مثل الأمير عبد القادر والشيخ بلحداد وسيدي بوعمامة وغيرهم كثير وكان لها دور فعال في الثورة المباركة ونرى من واجبنا اليوم توحيد الصفوف بين الحركة الصوفية والحركة الإصلاحية لأن الإسلام يتعرض لحملات كثيرة من بعض الوسائل الإعلامية الأجنبية وغيرها فتسيء إلى الإسلام والمسلمين ولا يليق بنا أن نختلف في مسائل ظرفية أصلها خلافات أكل الدهر عليها وشرب.
وفي الختام نتمنى للزاوية العلاوية ولمسؤوليها النجاح والتوفيق بإذن الله في احتفالها بالذكرى المئوية لمؤسسها الشيخ العلاوي رحمه الله وطيّب ثراه والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الجزائر في 03 شعبان 1430هـ/ 25 جويلية 2009م
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى
الدكتور أبوعمران الشيخ