بسم الله الرحـمن الرحـيم

مجـزرة غـزة

بيان من المجلس الإسلامي الأعلى

 

29 ذو الحجة 1429هـ   لـ الموافق 27 ديسمبر 2008م.

 فاجأتنا أخبار اليوم بهجوم قوات الاحتلال في فلسطين على قطاع غزة بأسلحة متطورة لم تستثن من السكان العزل لا المرضى و لا الشيوخ ولا النساء ولا الأطفال !

 إنّ المجلس الإسلامي الأعلى يندد بشدّة بهذه العملية الإجرامية التي تستهدف شعبا بأكمله، صاحب حق في المقاومة عن أرضه وحقه في تقرير مصيره. فاليوم يتعرض الشعب الفلسطيني لحرب إبادة مبرمجة. و هذا الفعل الشنيع يذكرنا بمجازر 08 ماي 1945 في سطيف وخراطة وقالمة وتصريح الجنرال الفرنسي الذي قاد هـذه المجازر:

 ” لقد وفرنا على بلدنا عشر سنوات من الهدوء ” وكان الجواب له الثورة المباركة في أوّل نوفمبر 1954. كما يذكرنا أيضا بمجازر سكيكدة وساقية سيدي يوسف أثناء الحرب التحريرية المباركة. إنّ لغة الاستعمار واحدة. وقد سمعنا من مسؤولين سياسيين لقوى

الاحتلال منذ أيام  أنه لابد من ضرب غزة. كما صرح الناطق الرسمي لجيش الاحتلال أن حركة حماس منظمة إرهابية وأنّ كل من يناصرها فهو إرهابي. وهذا منطق يدلّ على سياسة الظلم والإبادة.

 وأي منطق هذا الذي يعتبر حركة حماس إرهابية ؟ في حين أنّ الانتخابات الأخيرة كانت لصالحها. و لا يمكن لأحد في العالم كله أن يدعي أن هذه الانتخابات في الأراضي المحتلة كانت مزورة. بل كانت حرة وديمقراطية بشهادة المراقبين الدوليين.

 وإلى متى تستمر سياسة “الأبارتايد” ؟ كما وصفها بذلك الرئيس الأمريكي السابق” كارتر “.

أين هو هذا السلام الذي طالبت به الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الحالية ؟ و أين هي التوصيات التي صدرت عن “الكوارتيت” وعن اجتماع أنابوليس؟

 أما آن للأمة الإسلامية والعربية والشعوب المؤيدة للقضايا العادلة في العالم أن تجند الرأي العام الدولي للضغط على هذا النظام الصهيوني الغاشم الذي يحتل فلسطين منذ ستين سنة بالنار والدمار؟

إنّ المجلس الإسلامي الأعلى يوجه هذا النداء لكل أنصار السلام في العالم من منظمات رسمية وغير رسمية بما فيهم بعض الشخصيات المنصفة التي تعيش في الأراضي المحتلة و تدعو إلى تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه.

 يقول الله عزّ وجلّ في محكم تنزيله : ” إنّ الله لا يحب الظالمين ” سورة آل عمران الآية:57.

رئيس المجلس الإسلامي الأعلى

الدكتـور أبو عـمران الشـيخ