بيان المجلس الإسلامي الأعلى في دورته العادية السادسة والخمسين
عقد المجلس الإسلامي الأعلى دورته العادية السادسة والخمسين (56) بمقره بالجزائر العاصمة ودرس فيها جملة من النقاط تتعلّق بنشاطه بين الدورتين وبرنامج عمله في الفصل القادم وذلك بالإضافة إلى قضايا أخرى تهم المجتمع الجزائري خاصة والأمّة الإسلامية عامة. وبعد دراسة هذه النقاط، انتهى المجلس إلى استخلاص ما يلي:
1- يسجل المجلس الإسلامي الأعلى أحداث الفتنة التي وقعت في المدة الأخيرة بولاية غرداية بين سكانها وفي هذا الإطار يدعو المجلس الإسلامي الأعلى مواطني هذه الولاية العزيزة علينا إلى التحلي بالحكمة والتعقل وروح المسؤولية العليا وتغليب مبادئ الحوار الأخوي التي يحث عليها ديننا الحنيف وذلك من أجل تجنب الوقوع في مزالق قد لا تحمد عقباها. وفي هذه الظروف التي تشهدها هذه الولاية لا يسع المجلس الإسلامي الأعلى إلا أن يدعو الله العلي القدير نهاية هذه الفتنة وتمتين أواصر وحدة المجتمع وتماسكه.
2-قرر المجلس الإسلامي الأعلى ارسال وفد من بين أعضائه إلى هذه الولاية سعيا منه إلى إصلاح ذات البين من أجل نشر السلم والتفاهم بين الإخوة في هذه المنطقة المعروفة بعلمائها ومثقفيها.
3-يستنكر المجلس الإسلامي الأعلى المجازر المبنية على العنصرية المقيتة التي يتعرض لها المسلمون في بعض الدول الإفريقية والآسيوية مثل إفريقيا الوسطى وبورما وغيرهما ويدعو الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامي وهيئة الأمم المتحدة إلى التصدي بحزم لهذه الإبادات الجماعية للمسلمين الأبرياء ووضع حد لها.
4-يلاحظ المجلس الإسلامي الأعلى بأسف شديد ما يحدث من اضطهاد للمسلمين في بعض البلدان الغربية وتضييق على حرياتهم في ممارسة شعائرهم الدينية والتمسك بخصوصياتهم الثقافية وهويتهم الإسلامية وبهذه المناسبة يذكر المجلس بمواقفه السالفة ويدعو إلى احترام المواثيق الدولية التي أقرتها المنظمات والهيئات الدولية لحقوق الإنسان.
5-وفي الختام يعبر المجلس عن انشغاله الشديد بما يجري في بعض البلدان الإسلامية بين أبناء الوطن الواحد مما ينتج عن ذلك ضحايا بشرية وتخريبا لاقتصاديات هذه البلدان ومساسا بوحدة المجتمع. وأمام هذه الأوضاع المؤلمة يدعو المجلس إلى ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار كحل إسلامي حضاري للخروج من هذه الأزمة وعلى المنظمات الإسلامية الوطنية والدولية أن تتحرك لتغيير هذا الوضع المتأزم وذلك مع احترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ويرى المجلس أن هذا من واجب كل المنظمات التي تنادي باحترام هذه الحقوق.
والله ولي الإعانة التوفيق.
الجزائر في 03 ربيع الأول 1435هـ/ 05/01/2014
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى
الدكتور الشيخ بوعمران