بيان المجلس الإسلامي الأعلى في دورته الثانية والثلاثين
07 ربيع الثاني 1430هـ الموافق لـ 25 أفريل 2007
عقد المجلس الإسلامي الأعلى دورته الثانية والثلاثين في مقرّه بالجزائر برئاسة الدكتور أبوعمران الشيخ، رئيس المجلس، يوم 07 ربيع الثاني 1428هـ، الموافق 25 أبريل 2007م.
وقد تضمّن جدول الأعمال برنامج المجلس في الثلاثيّ القادم واستعراض نشاطه بين الدورتين وتقويم الملتقى الدّولي الذي نظّمه في الفترة من 14 إلى 16 ربيع الأول 1428هـ الموافق 02 إلى 04 أبريل 2007م في موضوع: ” الحضارة الإسلامية في الأندلس في القرن السادس الهجري/ الثاني عشر ميلادي “.
وبعد استكمال دراسته النّقاط المدرجة في جدول الأعمال، ناقش المجلس قضايا إسلامية في الجزائر وفي العالم ولا سيما النّقاط الآتية:
أولا : تعميم مادة التّربية الإسلامية على المؤسسات المختصّة:
سجّل المجلس قلقه المتزايد على مصير الأجيال في ظلّ تفشّي الفساد وتفاقم الانحراف وانحسار القيم الرّوحية، وضعف الرّوح الوطنيّة. وجدّد دعوته إلى تعميم التّربية الإسلامية على جميع المؤسسات المختصّة، التي تعنى بتربية الإنسان، وتأهيله لرسالته في الحياة، باعتبار هذه التّربية الوسيلة المثلى لتحصين من الزيغ والانحراف، وحمايته من عوامل السلبية ومخاطر الاغتراب والانحلال.
وفي هذا المجال؛ يذكّر المجلس الإسلامي الأعلى بالتّوصيات التي صدرت عن ندوة كان قد عقدها، بالتّعاون مع وزارتي التّربية الوطنيّة، والشؤون الدّينية والأوقاف، في موضوع: ” التربية الإسلامية في المنظومة التّربوية “، يوم 18 ذي القعدة 1422هـ الموافق 31 يناير 2002م.
ثانيا : استنكار الإساءة إلى القرآن الكريم:
سجّل المجلس استنكاره الشديد لمحاولات الإساءة إلى القرآن الكريم، سواء منها تدنيسه بالأيدي الآثمة، هنا وهناك؛ أو تبديل آياته وتحريف كلماته عن مواضعها؛ ومن ثم الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض، كما كان حال من قبلنا. وقد قال الله تعالى في حق هؤلاء: “أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردّون إلى أشدّ العذاب وما الله بغافل عما تعملون. أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفّف عنهم العذاب ولا هم ينصرون” البقرة 85 و86 .
ثالثا : التحذير من زرع الفتنة بين الشيعة والسّنة:
ومع تصاعد الحملة المسعورة التي تستهدف الأمة الإسلامية؛ يحذّر المجلس من المخطّطات التي تزرع الفتنة بين الشيعة والسّنة؛ وتسعى لتوسيع الفجوة والفرقة بين المسلمين، وتدفع بأمّتهم إلى أن تفرّق دينها وتكون شيعا. والله تعالى يقول: “إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنّما أمرهم إلى الله ثمّ ينبّئهم بما كانوا يفعلون” الأنعام 159.
رابعا : رفض الدعوة إلى تغيير عطلة نهاية الأسبوع:
استعرض المجلس المواقف التي ينادي أصحابها بتغيير عطلة نهاية الأسبوع، متذعرين بمزاعم اقتصادية باطلة؛ وعبّر عن استنكاره لهذه الدّعوة المشبوهة، ورفضه المطلق لها، مذكّرا بأن يوم الجمعة عيد المسلمين. وكما أن لليهود يوم السبت وللنصارى يوم الأحد، فإن للمسلمين يومهم، وهو من رموز هويّتهم. وأما التّعامل في المجال الاقتصادي والتّبادل المالي، فإن للمؤسسات المالية المختصّة مصالح للمداومة تضمن سير العمليات المالية بانتظام. ولنا خير مثل في الدّول الإسلامية التي تعتمد الجمعة عطلة أسبوعية؛ ويشهد اقتصادها ازدهارا وتقدّما مطّردا.
هذا؛ وقد ختم المجلس دورته العادية بدعوة الشعب الجزائري إلى توحيد صفوفه، في مواجهة التّحديات، والاستمساك بمقوّمات وحدته وثوابت أمّته ووطنه.
والله ولي الإعانة والتوفيق.
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى
الدكتور أبو عمران الشيخ