بيان المجلس الإسلامي الأعلى عقب دورته الثلاثون المجلس يدعو بابا الفاتيكان إلى سحب كلمته المسيئة للإسلام ويطالبه بالاعتذار للمسلمين

 

 26-27 شعبان 1427هـ الموافق لــ 19-20 سبتمبر 2006م

عقد المجلس الإسلامي الأعلى دورته العادية الثلاثين في مقرّه بالجزائر العاصمة يومي 26 و 27 شعبان 1427هـ، 19 و 20 سبتمبر 2006 م.

درس المجلس في هذه الدورة النقاط المدرجة في جدول أعماله و تلخّصت في استعراض نشاطه بين الدورتين و المهام المنجزة من رئيسه و أعضائه و مناقشة برنامجه في الثلاثيّ القادم و سجّل ارتياحه لصدور القانون الذي يحدّد ظروف ممارسة الشعائر الدينية غير الإسلامية في بلادنا.

 كما درس المجلس موضوع الملتقى الدولي الذي ينظمه في شهر مارس 2007 م تحت عنوان :  ” الحضارة الإسلامية في الأندلس في القرن السادس الهجريّ، الثاني عشر ميلادي ” .

 و خصّص المجلس جلسته الأخيرة لدراسة موقف بابا الفاتيكان من الإسلام واعتداءه على قيمه و تعاليمه و إساءته لنبيه عليه الصلاة و السلام.

 و قد جاء في بيان المجلس بصدد هذا الموقف:

إنّ الإسلام سلم و أمن و عدل و رحمة و حرية في نصوصه و مبادئه و تعاليمه ومعاملاته. لم يعتد رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم على فرد و لا على جماعة و لم يتنكر لرسالة من الرسالات السماوية التي حملها الأنبياء إلى الناس قبله. و إنّما جاء متمّما لها برسالة الإسلام الذي أكمل الله به الدين و أتّم به النعمة على العالمين.

 لقد جاءت تصريحات البابا لتصف النبي صلى الله عليه و سلم بصفات منكرة مسيئة و تتّهم العقل الإسلامي بالقصور و تربط الإسلام بالعنف و تزعم أنه انتشر بالسيف وكلها أقوال باطلة تكشف عن تعصب مقيت و نظرة قاصرة حاقدة و جهل بحقيقة الإسلام ومقاصد شريعته.

 و لسنا ندري ماذا يريد حبر الكنيسة الكاثوليكية فأين كلمة الحق و أين صوت الحق و أين من ينطق بكلمة الحق. لقد نسي البابا أو تناسى أنّ الحق أقوى من كل باطل و أنّ الإسلام حق لا يقوى عليه أي باطل.

و الحقيقة أن الإسلام لم تنتشر دعوته إلا بالحكمة و الموعظة الحسنة و لم يستعمل القوة إلاّ في الدفاع عن النفس أو العقيدة أو الحق. فلم يكره الإسلام أحدا على الدخول فيه بل ترك الناس أحرارا في اعتناقه و قبول دعوته:  ” لا إٍكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد منَ الغيىّ” و انتشر في قارات العالم بالكلمة الهادية و المعاملة الحسنة و القدرة الصالحة.

 أما عن الزّعم بأن العقل الإسلامي قاصر فإن هذه التهمة باطلة لأن الإسلام يربط المسؤولية بالعقل و هو دين التدبر و النظر و الاعتبار. و في ضوء توجيهاته نهض العلماء المسلمون من أمثال ابن سينا و الرازي و ابن رشد و الخوارزميّ بالبحث في كلّ حقول العلوم دون استثناء و فضلهم على العالم الغربيّ و تطوّر العلوم و ازدهارها في العالم لا ينكره إلاّ جاهل أو متعصب حاقد.

 هذا و قد سجّل المجلس الإسلاميّ الأعلى باستياء عميق موقف البابا الذي ظلم به الإسلام و المسلمين و الذي ترك جرحا عميقا في وجدان المسلمين و عقولهم ووجّه ضربة موجعة لمساعي الحوار و التعايش بين الأديان.

و يدعو المجلس حبر الكنيسة الكاثوليكية إلى سحب تصريحه و تصحيح موقفه بالاعتذار شخصيا للأمّة الإسلامية جمعاء.

” و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل “

 حّرر في 27 شعبان 1427هـ  الموافق 20 سبتمبر 2006 م

رئيس المجلس الإسلامي الأعلى

الدكتور أبو عمران الشيخ