حضارة الأندلس في القرن 6هـ – 12م

 

ضمن نشاطات المجلس الإسلامي الأعلى التي تُبرِز الفكر الإسلامي المنفتح المستند إلى مبادئ الإسلام وقيمه الحضارية العظيمة، نظّم المجلس بالرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال أيام 14، 15 و 16 ربيع الأول 1428هـ / الموافق 2، 3 و 4 أفريل 2007م بفندق الأوراسي الجزائر ملتقى دوليا في موضوع : الحضارة الإسلامية بالأندلس في القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي وقد تضمن الملتقى المحاور الآتية :

الأدب والفلسفة، العلوم الإسلامية، التاريخ والجغرافيا، العلوم الطبيعة، الطب، الرياضيات، الفن المعماري والفنون الجميلة، بعض الشخصيات البارزة في أحد التخصصات المقترحة، حركة الترجمة في الفترة المحددة (القرن 6هـ/ 12 م).

 وقد افتتح الملتقى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور أبو عمران الشيخ بكلمة أوضح فيها أهداف عقد هذا الملتقى في ظل الظروف العالمية من حيث أهمية إبراز الجوانب الفكرية لمنتوج الحضارة الإسلامية بالأندلس المستند إلى الحرية الفكرية والاعتراف بالآخر في كل حوار فكري تشهد عليه آثار الفلاسفة والعلماء، مقدرا أهمية مشاركة الباحثين على اختلاف مشاربهم وتنائي أقطارهم لحضور هذا الملتقى.

 وقد اتسمت أغلب الأبحاث والمناقشات بالعمق و الجدية وأكدت جميعها على أهمية ما أنتجته الحضارة الإسلامية بالأندلس وضرورة إعادة دراستها من منطلق علمي يدرس الحقائق التاريخية بأفق بعيدٍ عن التعصب ويتوافق وروح الإسلام السمحة والتوجهات العالمية المعاصرة، وقد خرج الملتقى بعد أن ناقش مجمل الأبحاث المقدمة من الباحثين العرب والأفارقة والغربيين بمجموعة توصيات تركزت على ما يلي :

 إذ يقدر المشاركون الأهداف النبيلة للمجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر في تنظيمه لملتقى دولي عن الحضارة الإسلامية بالأندلس وتركيزه على الفكر العقلاني الأبرز في هذه الحضارة وأهمية الأبحاث المقدمة يوصون :

  1. بإصدارها في كتاب جامع باللغة العربية واللغات الأجنبية الأخرى.
  2. الدعوة إلى إنشاء معهد عال للدراسات الأندلسية في الجمهورية الجزائرية يتضمن برنامجه قراءة التراث الأندلسي وتحليله وتوظيفه في استشراف العلاقة المستقبلية بين شعوب المتوسط والعالم الإسلامي والأوروبي والعالم أجمع.
  3. التأكيد على أهمية التنسيق والتعاون بين المؤسسات العلمية ومراكز البحث العلمي في الوطن العربي والقارة الأوربية وبشكل خاص مع المؤسسات العلمية الإسبانية والبرتغالية.
  4. توصية وزارات التربية والتعليم العالي التركيز في مناهجها على منتوج الحضارة الإسلامية بالأندلس بجوانبها الإيجابية، لا سيما في أهمية الاعتراف بالآخر بندية وفي إطار  العلاقات الإنسانية الأخوية.
  5. توصية وزارات الثقافة بتشجيع إقامة ندوات وأيام ثقافية عربية إسبانية وبرتغالية وتخصيص جوائز للأعمال الدراسية في هذا الميدان.
  6. تشجيع الطلبة العرب والمسلمين على تنظيم الزيارات إلى المعالم الحضارية بالأندلس ودراسة المنجزات التي أسسها المسلمون هناك، وذلك بالتعاون مع الجامعات والمعاهد ومراكز البحث في إسبانيا والبرتغال وتقديم تسهيلات لهذه الزيارات.
  7. تشجيع المختصين في الدراسات الأندلسية على تعلم اللغات الإسبانية والبرتغالية والعربية في إطار تعميق الحوار الثقافي بين أبناء البلدان المعنية بحكم أن اللغة أداة ثقافة وحضارة وتواصل.
  8. تشجيع المؤسسات والجامعات ومراكز البحث العلمي على طبع وترجمة المؤلفات التراثية الأندلسية بعد تحقيقها، و تبادل الأساتذة والباحثين وتخصيص مقاعد و منح دراسية لهذا الموضوع.
  9. الدعوة إلى ملتقيات تخصصية تتناول بالدراسة المفصلة أحد جوانب المنتوج الحضاري الأندلسي مثل الهندسة المعمارية والفنون التشكيلية والري والزراعة …إلخ.
  10. نلتمس من المجلس الإسلامي الأعلى أن يخصص أياما دراسية عن الفنون التشكيلية والخط العربي تتضمن ورشات عمل يشارك فيها مختصون في هذا الميدان.
  11. تشجيع وزارات وهيئات السياحة العربية والإسلامية على عقد اتفاقات مع مثيلاتها الإسبانية والبرتغالية تتضمن العمل على حماية الإرث الحضاري الأندلسي وإبرازه كمنتوج حضاري إنساني مشترك.

والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعالـى وبركاتـه.

 الجزائر في 16 ربيع الأول 1428هـ/ الموافق 04 أفريل 2007م.