الإصلاح والاجتهاد عند علماء الإسلام بين الماضي والحاضر

3، 4، 5 جمادى الأولى 1433هـ / 26، 27، 28 مارس 2012

                               

نحن المشاركون في الملتقى الدولي الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى بالرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية عن موضوع:”الإصلاح والاجتهاد عند علماء الإسلام بين الماضي والحاضر” أيّام : 3، 4، 5 من جمادى الأولى عام 1433هـ الموافق 26، 27، 28 مارس 2012 بفندق الشيراتون بالجزائر العاصمة؛

–   وبعد الاستماع إلى البحوث التي قدمها السادة العلماء من الجزائر، ومن الدول الشقيقة والصديقة والتي صاحبتها       

     مناقشات مثمرة ومعمقة في موضوع الإصلاح والاجتهاد في الإسلام؛

–   وإذ نُنَوّه بأهمية هذا الموضوع وأثره في حياة الأمة الإسلامية وتطورها؛

–   وبالنظر إلى ما يعيشه العالم بعامة، والعالم العربي والإسلامي بخاصة من متغيرات عميقة، و متسارعة؛

–   واعتمادًا على ما يتضمنه الإسلام من قيم ومقومات روحية وإنسانية، وحضارية، يستطيع بفضلها مواكبة مستجدات        

     الحضارة العالمية؛

–   واستجابة لما تتطلبه المرحلة الراهنة من إعداد للمجتمع الإسلامي على اختلاف فئاته كيما يستطيع حماية نفسه من

     التيارات الهدامة، وفي الوقت نفسه يسهم في بناء الحضارة الإنسانية؛

–   وإذ نعتقد أن تجسيد هذه الرؤى المستقبلية التي عبر عنها المتدخلون في الملتقى لا يتم تحقيقها إلاّ بالإصلاح والاجتهاد؛

                 وبالنظر إلى ما تقدم ذكره، فإنّنا نوصي بما يأتي :

  1. ترقية الاجتهاد بحيث يتجسد فيه مبدأ: الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وذلك بمراعاة تضافر العلوم في تأسيس المنهج الاجتهادي؛
  2. تنظيم الندوات واللقاءات بين العلماء المسلمين لتدارس القضايا الاجتهادية، والنوازل المستجدة؛
  3. مراعاة سنة الاختلاف وإعادة الاعتبار لمبدإ أدبيات الاختلاف بين العلماء؛
  4. ضرورة مراعاة الضوابط الفقهية المعتمدة عند العلماء في مجال الاجتهاد؛
  5. توثيق الصلة بين فقهاء الأمة و مجامع فقهها؛
  6. إصلاح المنظومة التعليمية و تطوير مناهجها؛
  7. الحد من ظاهرة إصدار الفتاوى التي تكرس الاختلاف بين المسلمين؛
  8. الاستفادة من المشاريع الإصلاحية وتوظيفها في النهوض بالمجتمعات الإسلامية؛
  9. دعوة المجلس الإسلامي الأعلى إلى تنظيم ملتقى دولي في العام المقبل عن وضع الجالية الإسلامية في الخارج.  

             

          وبالله التوفيق

 

 

الجزائر في 06 جمادى الأولى 1433هـ/ الموافق 28 مارس 2012م

 

رئيس المجلس الإسلامي الأعلى

 

الدكتور أبو عمران الشيخ

 

الجزائر، 3 جمادى الأولى 1433 هـ
المـوافـــــق لـ26 مارس 2012 م

كلمة السيد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى

بسـم الله الرحمــن الرحـيـم والصلاة و السلام على سيـدنا محمـد و على آلـه و صـحبـه و من ولاه إلى يوم الدين.
أصحاب المعالي و السعادة و الأساتذة الأجلاء، أيها الضيوف الكرام السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
تعوّد المجلسُ الإسلامي الأعلى على أن ينظّْم ملتقى دوليا تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية و ذلك في آخر شهر مارس تزامنا مع عطلة المدارس و الجامعات لدراسة أحد المواضيع التي تهم الأمة الإسلامية. و تم لهذه السنة اختيار موضوع: 
” الإصلاحُ و الاجتهادُ في نَظَرِ عُلماءِ الإسلام”.
و الغرض من ذلك هو التعريف بالإسلام على حقيقته، بناءً على القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة و مواقف كبار علمائنا في مختلف العصور.
و في سعينا اعتمدنا أساسا على الآية الكريمة : ” إنّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتى يُغَيِّروا ما بِأنْفُسِهم” (سورة الرعد الآية 11) وعلى الحديث النبوي المشهور: “إنَّ اللهَ يَبْعَثُ لهذهِ الأُمَّةِ على رَأْسِ كل مائة سَنة مَنْ يُجَدِّدُ لها دِينَها”.
و أضفنا أيضا ما توصل إليه من دراسات بعض الأساتذة من علماء الاستشراق المنصفين.
و القصد من ذلك تصحيح عدد من الآراء نشرها هنا وهناك بعض الباحثين خاصة في الصحافة و هم يتهمـون الإسلام بالجمود و العجز عن التطـور و عن الاستجابة لمتطلبات العصر الحديث. 
و الحقيقة أن المشاكل المطروحة على المجتمعات الإسلامية قد تناولها و درسها علماء الإسلام و اجتهدوا لتقديم حلول لها في إطار النصوص، فالنص القرآني نفسه كان دائما و لا زال يخضع للبحث و التفسير.
و أهمية موضوع هذا الملتقى ستبينها بالتأكيد أبحاث الأساتذة المحاضرين الذين نتشرف باستضافتهم للتعمق في موضوع الإصلاح و الاجتهاد في المنظور الإسلامي و سيخرجون إن شاء الله بما يثري مكتبة الدراسات الإسلامية و يفتح آفاقا جديدة للفكر فأمتنا الإسلامية اليوم في أمسِّ الحاجة للاجتهادِ و الإصلاح للقضاءِ على التخلف و التبعية سببي الانتكاسة الحضارية.
و أُجَدِّدُ التّرحيب بالجميع و دون إطالة أترك المجال للمحاضرين و أعلن على افتتاح هذا الملتقى و أتمنى له النجاح. 

وفقكم الله ورعاكم والسلام عليكم.