بيـان المجلس الإسلامي الأعلى الخاص باعتداءات الكيان الصهيوني على القدس الشريف والمسجد الأقصى

منذ ما يقرب من خمسين سنة واعتداءات الكيان الصهيوني على المسجد الأقصى وممتلكات الفلسطنيين من بيوت وأراضي ومقابرتتكرر وتتصاعد في كل مناسبة بينما لم تحرّك الهيئات الدولية وما يسمى “بالمجموعة الدولية” ساكنا بل تغضّ الطرف عن هذا الوضع وتلتزم صمتا يكاد يكون تواطؤاً خفيا مع المعتدي.

هكذا ومن أول اعتداء في جوان عام 1967، مرورا بإحراق الأقصى عام 1969 وتدنيس المجرم شارون لساحة المسجد الأقصى عام 2000، سجل التاريخ سلسلة من الانتهاكات والاعتداءات، آخرها وقع خلال شهر سبتمبر المنصرم من السنة الجارية حيث قام مجموعة من المتطرفين الصهاينة على رأسهم  حاخامات، وتحت حماية جيش الاحتلال وبمساعدته، باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه والتغلغل في ساحاته واعتقال المصلين بما فيهم الإمام.

أمام هذا الاعتداء السافر والوضع الذي يتفاقم تأزّما، يعرب المجلس الإسلامي الأعلى عن استنكاره واستهجانه لانتهاكات الكيان الصهيوني المتواصلة للمسجد الأقصى ويدعو إلى وقفها فورا ونهائيا.

يطالب المجلس المنظمات الدولية وفي مقدمتها جمعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالعمل الجادّ والعاجل على منع الكيان الصهيوني من أي محاولة أخرى للمساس بالمقدّسات الإسلامية في القدس الشريف.

يذكر المجلس بمواقفه الثابتة الخاصة برفض مشروع تهويد القدس الذي يضرب عرض الحائط كل القرارات الدولية الرافضة لاحتلال القدس وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الرضوخ إلى سياسة الأمر الواقع والسكوت عن المساس بحرمة المسجد الأقصى والقدس الشريف بصفتهما معلما دينيا مقدسا للعالم الإسلامي برمته وفي هذا الإطار يرى المجلس الإسلامي الأعلى أنه من واجب العالم الإسلامي والعالم العربي خاصة التحرك الجدي والفعّال ضد سياسة تهويد القدس المستمرة.

وفي الختام يوجه المجلس الإسلامي الأعلى نداء ملحًّا إلى المجموعة الدولية وإلى كل الشعوب المحبة للسلام للوقوف مع الشعب الفلسطيني الأبي المكافح من أجل استرجاع حقوقه الشرعية في إقامة دولته المستقلة على أراضيه الوطنية وعاصمتها القدس الشريف.

والله ولي الإعانـة والتوفيــق

الجزائر في 28 ذو الحجة 1435هـ/22 أكتوبر 2014 م

رئيس المجلس الإسلامي الأعلى

الدكتور الشيخ بوعمران