بيان المجلس الإسلامي الأعلى عقب دورته السابعة عشر

26 و27 ذي القعدة 1423هـ/28و29 يناير 2003م

عقد المجلس الإسلامي الأعلى دورته العادية السابعة عشرة، بمقره في الجزائر، يومي 26 و 27 ذي القعدة 1423هـ (28 و 29 يناير 2003م). و قد عكف المجلس، خلال هذه الدورة، على دراسة المواضيع المدرجة في جدول أعماله، بعد استعراض نشاطه بين الدورتين؛ وتركزّ النقاش على موضوع الملتقى الدولي الذي ينظمه المجلس بالجزائر، في الأسبوع الأخير من شهر مارس القادم، في موضوع “شروط الحوار المثمر بين الحضارات و الثقافات”؛ و يحضره مفكرون و باحثون من بلدان إسلامية و غربية مختلفة.

و استعرض المجلس بعض القضايا الوطنية، في جوانبها الثقافية و الاجتماعية، و نظر في إمكانات مساهمته مع القطاعات المعنية، في مكافحة الانحرافات و الآفات الاجتماعية، مثل ظاهرة العنف، و الانتحار، و تعاطي المخدرات، و انتشار الرذيلة و الفساد؛ و هي آفات اتّسع نطاقها و تفاقم خطرها، في ظلّ الفراغ الروحيّ، و إهمال القيم الخلقية، و ضعف الوسائل التربوية؛ فضلا عن ضغوط المشكلات الاجتماعية.

و قد أوصى المجلس، بهذا الصدد، بالعمل لفتح قناة تلفزيونية متخصّصة في التربية و الثقافة الإسلامية، و تحويل إذاعة القرآن الكريم إلى قناة إذاعية وطنية، بتوسيع بثّها في المستوى الوطني. كما أوصى بتنظيم ندوات و أيام دراسية، بالتنسيق و التعاون مع الجهات المعنية.

واستعرض المجلس الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية، فأعرب عن انشغاله الشديد بالمخاطر التي تحدق بالأمة العربية و الإسلامية، من جرّاء التهديدات التي تستهدفها، و المؤامرات التي تُحاك ضدّها. و جدّد تضامنه مع الشعب العراقي الشقيق الذي يخضع للحصار والعدوان، منذ اثنتي عشرة سنة، و يواجه اليوم حربا عدوانية غاشمة، ليس لها من هدف سوى الهيمنة على المنطقة العربية، و بسط النفوذ على مقدّراتها، و التحكم في ثرواتها، فضلا عن إقامة  سياج أمان لعصابات إسرائيل التي تحتلّ أرض فلسطين، و تسلّط على شعبها أقسى أنواع البطش و الإرهاب و ألوان القهر و الإذلال.

و قد عبّر المجلس عن تأثره العميق بما يجري في أرض الأقصى المبارك من أحداث محزنة، يعيشها يوميا أشقاؤنا الفلسطينيون، على مرأى و مسمع من العالم و منظماته الدولية، دون أن يستيقظ الضمير الإنساني، أو يتحرّك الرأي العام العالمي في وقفة حازمة تحمل الأمم المتحدة عل القيام بمسؤوليتها في صيانة حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، و تأكيد سيادتها على أراضيها، و اتّخاذ الإجراءات الصارمة لتنفيذ القرارات  المتعلقة بفلسطين، بما يكفل لشعبها حقّه في مقاومة الاحتلال، و تحقيق الاستقلال، و إقامة دولته على أرضه، و عاصمتها القدس الشريف؛ و هو حقّه المشروع، و أمل الأمة المنشود، الذي سيتحقق بإذن الله و نصرته،  و حسن عونه و توفيقه.

هذا؛ و قد اختتم المجلس الإسلامي الأعلى أعماله بالمصادقة على التوصيات و تقارير اللجان الأربع، و هي لجنة الفتوى و إحياء التراث، ولجنة التربية و الثقافة، و لجنة الإعلام، و لجنة العلاقات و التعاون.