2003

الدورة (19)

بيان المجلس الإسلامي الأعلى عقب دورته التاسعة عشر 26 و 27 شعبان 1424 هـ الموافق لـ 22, 23 أكتوبر 2003 م اجتمع المجلس الإسلامي الأعلى في دورته العادية التاسعة عشر بمدينة غرداية وبمقر الولاية يومي الأربعاء والخميس 26 و 27 شعبان 1424 هـ الموافق لـ 22, 23 أكتوبر 2003 م وكان جدول أعماله كالتالي: النشاطات التي قام بها المجلس بين الدورتين الثامنة عشر والتاسعة عشر وتتمثل في: تنظيم محاضرات شهرية لموسم الثقافي 1424-1425 هـ الموافق لـ 2003-2004 م بمقر المجلس وأول محاضرة قام بها وألقاها الباحث والصحفي السيد عمار بلخوجة وكان موضوعها: “حياة المجاهد علي الحمامي وآثاره” الاهتمام بنشر التراث، وقد أعاد المجلس طبع كتاب العلامة عبد الرحمن بن الحفاف الذي عنوانه: introduction à l’étude de l’Islâm “” “مدخل للتعريف بالإسلام”. ولهذا الكتاب قيمة علمية  بالغة الأهمية لما يتعرض فيه الباحث بالشرح والتحليل لمفاهيم إسلامية ومقارنتها بالثقافات والديانات الأخرى. ولا تنكر فائدته ومنفعته عند القراء بالفرنسية وبدأ الاهتمام بهذا التأليف من طرف بعض دور النشر الفرنسية وقد أشرف المجلس على تعريبه كما قام المجلس أيضا بإعداد المجلتين بالعربية وباللغات الأجنبية وتقديمها الى الطبع. تحضير ملتقى مالك بن نبي وعقده بالجزائر العاصمة أيام 22،23 و24 شعبان 1424هـ الموافق لـ18،19و20 أكتوبر2003م وشارك في هذه التظاهرة الثقافية عدد من الضيوف المحاضرين أتوا من مختلف البلدان أمريكا وأندونيسياوماليزيا وفرنسا ومن مصر وسورية ولبنان والمغرب وقد استفاد المستمعون من دراساتهم وتحليلاتهم لمؤلفات مالك بن نبي وأفكاره، مسلطين عليها الأضواء فبرزت شخصيته ونظريته بموضوعية علمية وقد نفض الغبار على كثير من آرائه. وأثناء المناقشات أثيرت قضية نشاط بعض الحركات الدينية في بلادنا والتي تسيء إلى الإسلام في عقر داره، فشرع المجلس في دعوة الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية. وأخيرا درس المجلس موضوع وتاريخ الملتقى الدولي القادم فحصل الاتفاق على العنوان التالي:”العولمة وأثرها في الثقافة الإسلامية” وسينعقد في النصف الأول من شهر مايو2004م. وفي الختام وجه المجلس رسالة شكر لوالي ولاية غرداية ومساعديه على الحفاوة وحسن الاستقبال. كما شكر رئيس بلدية غرداية ورئيسي دائرتي القرارة ومتليلي وكذلك المسؤولين على وسائل الإعلام.

الدورة (19) قراءة المزيد »

فكر مالك بن نبي

فكر مالك بن نبي   بسم الله الرحمن الرحيم نظم المجلس الإسلامي الأعلى الملتقى الدولي الأول في فكر مالك بن نبي، بمناسبة الذكرى الثلاثين لوفاته رحمه الله، تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في الفترة من 22 إلى 24 شعبان 1424هـ الموافق 18 إلى 20 أكتوبر 2003م، بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة. وقد شارك في الملتقى مفكرون وباحثون من البلاد العربية والإسلامية، ومن أوربا، والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى باحثين جزائريين. افتتح الملتقى بكلمة لفخامة رئيس الجمهورية، ألقاها، بالنيابة عنه، السيد محمود بوعياد، المستشار لدى الرئاسة، أشاد فيها بفكر مالك بن نبي وأصالته، وبأبعاده الإنسانية، ونظراته الاستراتيجية للمستقبل؛ كما أشاد باهتمام مالك بن نبي بمختلف حضارات العالم، وخاصة الحضارة الإسلامية، التي لم ينظر إليها من زاوية النهضة الإسلامية، فحسب؛ بل بنظرة عالمية، مؤكدا أن نهضة العالم الإسلامي لا يمكنها أن تحصل إلا في شكل مشاركة فعالة، في نطاق مجموعة عالمية، سماها “الحضارة الإنسانية”. وتحدث معالي وزير التجارة، الأستاذ نور الدين بوكروح، باسم الحكومة الجزائرية؛ فشكر في كلمته الباحثين في فكر مالك بن نبي، والذين يعنون بنشر تراثه. ثم ألقى، من بعد ذلك، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الدكتور أبو عمران الشيخ، كلمة ترحيبية، مفتتحا بها أعمال الملتقى الدولي في فكر مالك بن نبي. وبعد الاستماع إلى المحاضرات القيمة، التي ألقيت، خلال أيام الملتقى، وعالجت مختلف محاور فكر مالك بن نبي، ومناقشتها مناقشة جادة مثمرة، يوصي المشاركون بما يلي: جمع أعمال مالك بن نبي الكاملة، ونشرها باللغتين العربية والفرنسية، وترجمتها إلى اللغات العالمية. نشر أعماله المخطوطة، ومحاضراته المكتوبة، والمسجلة صوتيا، داخل الوطن وخارجه. العمل لتحسين ترجمة الكتب التي ألفها، باللغة الفرنسية، ونقلت إلى اللغة العربية. إنشاء بنك معلوماتي يشمل كل ما كتب عن مالك بن نبي من دراسات وشهادات ومقالات، وأطروحات جامعية. العمل لإصدار أقراص مضغوطة CDتحتوي مؤلفات مالك بن نبي. إدراج فكر مالك بن نبي في مناهج الدراسة الثانوية والجامعية، في المؤسسات التعليمية والتكوينية. تشجيع طلبة الدراسات العليا على تناول فكر مالك بن نبي، في أبحاثهم وأطروحاتهم. إنشاء مركز أو أكاديمية للبحث العلمي، باسم مالك بن نبي. تنظيم ملتقى سنوي في موضوع فكر مالك بن نبي. العمل لإحياء الذكرى المئوية الأولى لميلاده سنة 2005م. إصدار طابع بريدي يحمل صورته، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده. إحداث جائزة سنوية تعنى بالدراسات الحضارية، تدعى “جائزة مالك بن نبي”. إعطاء الجامعة المركزية بالجزائر العاصمة اسم مالك بن نبي. إنشاء موقع على شبكة الانترنيت، للتعريف بالإنتاج الفكري لمالك بن نبي. 15.إنشاء مؤسسة، تسمى “مؤسسة مالك بن نبي”، تعنى بنشر فكره؛ وتعمل لتطوير أطروحته ومنهجه، في التعاطي مع قضايا  التنمية والإقلاع الحضاري الإسلامي. 16.إنجاز مشروع مالك بن نبي، المتمثل في إنشاء مجلة تعنى بدراسة مشكلات الحضارة، تسمى : “البناء الجديد”، كما جاء في مشروعه، الذي بلغنا بخط يده. وأخيرا، يوصي المشاركون في الملتقى الجهات المعنية بالثقافة الإسلامية، بتكريم مالك بن نبي تكريما يليق بمقامه، ومكانته العلمية والفكرية، بمشاركة المؤسسات التي تعنى بفكره، في العالم الإسلامي.  والله ولي الإعانة والتوفيق.

فكر مالك بن نبي قراءة المزيد »

الدورة (18)

بيان المجلس الإسلامي الأعلى عقب دورته الثامنة عشر 22 ربيع الثاني 1424هـ/23 جوان 2003م. عقد المجلس الإسلامي الأعلى دورته الثامنة عشرة، بتاريخ 22 ربيع الثاني 1424هـ الموافق 23 جوان 2003م، بحضور أعضائه، وإشراف رئيسه الدكتور أبو عمران الشيخ. واستعرض المجلس، خلال اجتماعه، نشاطه في السداسي الأوّل، وضبط آفاق نشاطه في السّداسيّ الثاني. وقد سجّل المجلس، بحزن عميق، آثار الكارثة التي أصابت الوطن، ممثلة في زلزال 21 مايو 2003م؛ ونوّه بروح التضامن الوطني والدّولي مع ضحايا هذه الكارثة. وفي أثناء مناقشة للقضايا المدرجة في جدول الأعمال، درس عدّة نقاط، من أهمّها : تقويم نتائج الملتقى الدّولي في موضوع :”شروط الحوار المثمر بين الثقافات والحضارات”، الذي نظّمه المجلس في شهر مارس الماضي برعاية فخامة رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة الذي أشرف على افتتاح أشغاله. استعراض النشاط الثقافي للمجلس، داخل الوطن وخارجه. تأكيد أهمية المنشورات الّتي أصدرها المجلس، في المدة الأخيرة، والإلحاح على مواصلة العمل المكثف في هذا المجال خدمة للتراث الإسلاميّ، ونشرًا للثقافة الإسلامية الصّحيحة. الموافقة على عقد دورتين للمجلس، في السنة، خارج مقرّه بالعاصمة، ينظّم في كلّ منهما يومًا دراسيًّا، في موضوع يتّصل برسالته. تدارس موضوع الملتقى الدّولي السنويّ للمجلس، الذي ينظّمه، في العام القادم، إن شاء الله. وقد قُدّم بهذا الشأن جملة من الموضوعات، ووقع الاتفاق المبدئي على موضوع: “مخاطر العولمة على الهوية الثقافية الإسلامية “. واستكمل المجلس دراسة موضوع تعديل قانون الأسرة الذي بدأه بتاريخ20 محرّم 1424هـ/ الموافق 23 مارس 2003م. وبعد المناقشة واستعراض آراء الفقهاء، اتفق على ما يأتي : أوّلاً : لا يمكن أن نناقش مسألةً ورد فيها نص قطعي من الشارع الحكيم. ثانيًا : أمّا المسائل الاجتهادية فيمكن النظر فيها وبيان ما يصلح لعصرنا الحاضر. والله وليّ الإعانة والتّوفيق

الدورة (18) قراءة المزيد »

عقب زلزال 21 ماي 2003م

بيان المجلس الإسلامي الأعلى عقب زلزال21 ماي 2003م يوم 26 ربيع الأول 1424هـ الموافق لـ24 ماي 2003م. أمام قضاء الله و قدره بحدوث الزلزال العنيف الذي أصاب بلادنا يوم الأربعاء 23 ربيع الأول 1424هـ الموافق لـ 21 ماي 2003م، يعرب المجلس الإسلامي الأعلى عن تأثره العميق أمام هذا المصاب الجلل المتمثل في الآلاف من الضحايا بين أبناء الشعب الجزائري ويعرب أيضا عن تضامنه و مواساته لجميع العائلات الجزائرية المتضررة في كل مكان. و يدعو الله عز و جل أن يتغمد برحمته الواسعة أرواح جميع الضحايا من الأموات و يُعجل بالشفاء للجرحى، راجين منه سبحانه و تعالى أن لا يرى مكروها بعد هذه الكارثة لهذا الوطن العزيز. و يتقدم المجلس الإسلامي الأعلى بتعازيه إلى العائلات المنكوبة، و يسأل الله تعالى أن يلهم ذويهم الصبر و السلوان و إلى كافة الشعب الجزائري. قال الله تعالى في كتابه العزيز: (و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون) صدق الله العظيم.

عقب زلزال 21 ماي 2003م قراءة المزيد »

شروط الحوار المثمر بين الثقافات والحضارات

شروط الحوار المثمر بين الثقافات والحضارات   بسم الله الرحمن الرحيم إن ملتقى {شروط الحوار المثمر بين الثقافات والحضارات}، الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى في الفترة ما بين 21 و 23 محرم 1424هــ الموافق 24 إلى 26 مارس 2003م بالجزائر، ينعقد في ظرف اهتّز فيه الضمير الإنساني العالمي الحر،ّ لما يتعرّض له الشعب العراقي الشقيق من ظلم وعدوان.  وإن المشاركين في هذا الملتقى، إذ يشيدون بالموقف المشرّف الذي أعلنه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية، في خطابه الافتتاحي للملتقى، بخصوص هذه الحرب العدوانية الظالمة ؛ يعربون عن تفاؤلهم بمستقبل أفضل للعالم، يتحقق فيه السلام المبني على العدل واحترام حقوق الشعوب والأمم، بفضل موجات الاستنكار الصاخبة المتزايدة يوميا في كل بقاع الأرض، مستنكرة ومندّدة بهذا العدوان الخارج عن إطار الشرعية الدولية، وبفضل تنامي الوعي بـخطر الهيمنة   و الأحادية والاستكبار. وإن المشاركين في الملتقى، الذين يندّدون بمنطق الحرب والعدوان، يدعون كل أحرار العالم للوقوف إلى جانب جميع المستضعفين من الشعوب المستهدفة في حياتها وأعراضها وممتلكاتها، ولا سيما الشعبان العراقي والفلسطيني. و بعد حوادث 11 سبتمبر المؤلمة، ينظر الملتقون، بقلق، إلى ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية من مضايقات للمجتمع المسلم الذي يشكل شريحة هامة من شرائح الشعب الأمريكي، ويتمنون من حكومة الولايات المتحدة أن تحترم الخصوصيات الإسلامية لهذا المجتمع؛ و أن تتجنب ما يؤدي إلى التفرقة بين المسلمين و غيرهم؛ فمن شأن ذلك أن يسيئ إلى المسلمين كافة في جميع أنحاء العالم، و لن يكون في مصلحة علاقات أمريكا في العالم كلّه.  هذا؛ وبعد أن بارك الملتقون انعقاد الملتقى في أرض الجزائر التي اقترن تاريخها الطويل بتلاقي الحضارات، والتواصل الإيجابي بينها، قد أكدّوا جميعا أهمية هذا النهج، ليكون أساسا في التعايش بين الشعوب والأمم، ونبذ فكرة ِصدَامْ الحضارات المبنية على منطق القوة والاستعلاء. كما دعا المشاركون في الملتقى إلى إزالة كل محاولات التشويه التي يضعها المغرضون على صورة الإسلام، والعمل لإظهار الصورة الحقيقية للدين الحنيف، باعتباره دين أمن وسلام على البشرية، ورسالة حضارية عالمية، يدعو إلى الحوار والتسامح، ويرفض التهميش و الإقصاء، كما يرفض كل أشكال التطرّف والعنف والإرهاب. والله وليّ الإعانــــــــة والتوفيـــــــــق.  التوصيات: بسم الله الرحمن الرحيم إن الأساتذة المشاركين في ملتقى {شروط الحوار المثمر بين الثقافات والحضارات}، المنعقد في الجزائر، في الفترة ما بين 21 و 23 محرم 1424هــ، الموافق 24 إلى26 مارس 2003م  ؛ بعد استماعهم إلى الخطاب الافتتاحي لفخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة،  واتّخاذهم إيّاه وثيقة عمل، استناروا بها في أبحاثهم ؛ وبعد استيفائهم، بالدراسة والبحث، مختلف النقاط المدرجة في جدول أعمال الملتقى ؛ يوصــــون بــــما يأتي : إبراز أهمية الحوار بين الثقافات والحضارات القائم على احترام الآخر، وقبوله بخصوصياته المتميّزة. تكثيف التواصل بين حضارتي الشرق والغرب، واستمرار الحوار بينهما ؛ بالتركيز على القواسم الإنسانية المشتركة ؛ قصد التعارف والتعاون، لتحقيق التكامل الحضاري. تكثيف الجامعات الإسلامية لبرامج الحوار، وتأسيسها في مناهجها ومقرّراتها، قصد تنشئة الأجيال المتعلمة على مبدإ الحوار و التفاهم ؛ وذلك بتوفير المراجع العلمية الكافية لجعل هذه المقررات مؤثرة وفاعلة، مع التركيز على ما يزخر به التراث الإسلامي في هذا المجال. ضرورة إعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية و الجامعية التي تعتمد التميّز الثقافي والحضاري، قصد تنقيتها من عناصر التعصب و التطرف، لكي تبرز المعاني الإيجابية لروح الحوار، والتواصل والتفاعل الثقافي الحضاري المفضي إلى التفاهم والسلام الإنساني. تكريس ثقافة الحوار في المستوى الداخلي ؛ وإرساء دعائمه، كخطوة أساسية أولى لإقامة الحوار مع بقية الثقافات و الحضارات. إعطاء ثقافة الحوار حيّزا أكبر في الخطاب المسجدي، باعتبار المسجد أكثر المؤسسات قدسية وفعالية في التأثير والتوجيه، سواء داخل المجتمع الإسلاميّ الواحد، أو فيما بينه وبين غيره من المجتمعات. إثراء برامج الحوار الثقافي والحضاري في وسائل الاتصال الجماهيري. إبراز الدراسات الإنسانية البارزة؛ التي تقوم على الإيمان بوحدة الإنسانية ووحدة الأرض، والتعدّدية الثقافية والحضارية، في إطار الوحدة الإنسانية الجامعة و حقّ سائر الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها. تأسيس منظّمة مختصّة بنشر اللغة العربية، و تيسير تعليمها، بصفتها لغة القرآن الكريم و هي أيضا لغة فكر حرّ وثقافة إنسانية مفتوحة على التواصل الحضاري. عقد ملتقيات دولية خاصة بالحوار بين الثقافات و الحضارات في مختلف الأقطار. والله وليّ الإعانــــــــة والتوفيـــــق

شروط الحوار المثمر بين الثقافات والحضارات قراءة المزيد »

الدورة (17)

بيان المجلس الإسلامي الأعلى عقب دورته السابعة عشر 26 و27 ذي القعدة 1423هـ/28و29 يناير 2003م عقد المجلس الإسلامي الأعلى دورته العادية السابعة عشرة، بمقره في الجزائر، يومي 26 و 27 ذي القعدة 1423هـ (28 و 29 يناير 2003م). و قد عكف المجلس، خلال هذه الدورة، على دراسة المواضيع المدرجة في جدول أعماله، بعد استعراض نشاطه بين الدورتين؛ وتركزّ النقاش على موضوع الملتقى الدولي الذي ينظمه المجلس بالجزائر، في الأسبوع الأخير من شهر مارس القادم، في موضوع “شروط الحوار المثمر بين الحضارات و الثقافات”؛ و يحضره مفكرون و باحثون من بلدان إسلامية و غربية مختلفة. و استعرض المجلس بعض القضايا الوطنية، في جوانبها الثقافية و الاجتماعية، و نظر في إمكانات مساهمته مع القطاعات المعنية، في مكافحة الانحرافات و الآفات الاجتماعية، مثل ظاهرة العنف، و الانتحار، و تعاطي المخدرات، و انتشار الرذيلة و الفساد؛ و هي آفات اتّسع نطاقها و تفاقم خطرها، في ظلّ الفراغ الروحيّ، و إهمال القيم الخلقية، و ضعف الوسائل التربوية؛ فضلا عن ضغوط المشكلات الاجتماعية. و قد أوصى المجلس، بهذا الصدد، بالعمل لفتح قناة تلفزيونية متخصّصة في التربية و الثقافة الإسلامية، و تحويل إذاعة القرآن الكريم إلى قناة إذاعية وطنية، بتوسيع بثّها في المستوى الوطني. كما أوصى بتنظيم ندوات و أيام دراسية، بالتنسيق و التعاون مع الجهات المعنية. واستعرض المجلس الأوضاع الراهنة في المنطقة العربية، فأعرب عن انشغاله الشديد بالمخاطر التي تحدق بالأمة العربية و الإسلامية، من جرّاء التهديدات التي تستهدفها، و المؤامرات التي تُحاك ضدّها. و جدّد تضامنه مع الشعب العراقي الشقيق الذي يخضع للحصار والعدوان، منذ اثنتي عشرة سنة، و يواجه اليوم حربا عدوانية غاشمة، ليس لها من هدف سوى الهيمنة على المنطقة العربية، و بسط النفوذ على مقدّراتها، و التحكم في ثرواتها، فضلا عن إقامة  سياج أمان لعصابات إسرائيل التي تحتلّ أرض فلسطين، و تسلّط على شعبها أقسى أنواع البطش و الإرهاب و ألوان القهر و الإذلال. و قد عبّر المجلس عن تأثره العميق بما يجري في أرض الأقصى المبارك من أحداث محزنة، يعيشها يوميا أشقاؤنا الفلسطينيون، على مرأى و مسمع من العالم و منظماته الدولية، دون أن يستيقظ الضمير الإنساني، أو يتحرّك الرأي العام العالمي في وقفة حازمة تحمل الأمم المتحدة عل القيام بمسؤوليتها في صيانة حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، و تأكيد سيادتها على أراضيها، و اتّخاذ الإجراءات الصارمة لتنفيذ القرارات  المتعلقة بفلسطين، بما يكفل لشعبها حقّه في مقاومة الاحتلال، و تحقيق الاستقلال، و إقامة دولته على أرضه، و عاصمتها القدس الشريف؛ و هو حقّه المشروع، و أمل الأمة المنشود، الذي سيتحقق بإذن الله و نصرته،  و حسن عونه و توفيقه. هذا؛ و قد اختتم المجلس الإسلامي الأعلى أعماله بالمصادقة على التوصيات و تقارير اللجان الأربع، و هي لجنة الفتوى و إحياء التراث، ولجنة التربية و الثقافة، و لجنة الإعلام، و لجنة العلاقات و التعاون.

الدورة (17) قراءة المزيد »