بيان المجلس الإسلامي الأعلى عقب دورته السادسة عشر
17و 18 شعبان الموافق لـ 23 و لـ 24 أكتوبر 2002
إن المجلس الإسلامي الأعلى، المجتمع في الزاوية الرحمانية بمدينة طولقة، ولاية بسكرة، يومي الأربعاء و الخميس 17و 18 شعبان الموافق لـ 23 و لـ 24 أكتوبر 2002، بعد دراسة النقاط المدرجة في جدول أعماله، و بعد تقييم نشاط المجلس في الفترة ما بين الدورتين الـ 15و الـ 16، و الاستماع إلى السيد رئيس المجلس الذي قدم عرضا عن زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية على رأس وفد هام يتكوّن من أساتذة و باحثين جامعيين قصد الاطلاع على الدراسات الإسلامية في بعض الجامعات الأمريكية و المؤسسات الإسلامية غير الحكومية، ثم تطرق إلى موضوع تحضير الندوة الدولية التي ستقام في شهر محرم 1424 هـ الموافق لشهر مارس 2003 تحت عنوان “شروط الحوار بين الثقافات و الحضارات “
– يرحب المجلس باجتماع أعضائه في دورة عادية خارج العاصمة للمرّة الأولى، و يأمل أن تتجدّد هذه المبادرة في ولايات أخرى من الوطن إذا توفرت الظروف المناسبة.
– يذكّر المجلس بأن رسالة الإسلام تدعو إلى السلام و التسامح و الاعتدال و التآخي و الإقناع بالحـجة و البرهـان و يثمن كل المساعي الرامية إلى تصحيح التصورات الخاطئـة للإسلام و تثبيت صورته الحقيقية داخل الوطن و خارجه.
– يحيي في هذا الإطار العمل الذي قام به وفد الأساتذة الجامعيين و الباحثين برئاسة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أثناء زيارتهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية و مؤسساتها الجامعية.
– يسجّل الأهمية البالغة التي تكتسيها إقامة الندوة الدولية في موضوع ” شروط الحوار بين الثقافـات و الحضارات ” و يدعو إلى توفير كل الوسائل العملية و البشرية و المادية لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية التاريخية.
– و بعد الحادث الأليم الذي عاشته مؤخرا ولاية الشلف، يندد المجلس كل أشكال العنف و خاصة بتلك المجزرة التي ذهب ضحيتها طلبة القرآن الكريم، و يطلب من وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف القيام بتحقيق في هذا الحادث.
– يشيد المجلس بالدور الرائد الذي تقوم به الزوايا و المؤسسات الإسلامية في تعليم القرآن الكريم و ترسيخ السلوك الإسـلامي المستقيم لدى الناشئة، و يرجو ردّ الاعتبـار لهذه المؤسسـات الدينية العريقـة و المتأصلة في مجتمعنا.
– يجدد المجلس موقفه من القضية الفلسطينية و يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقريرمصيره و يعبّر عن استنكاره الشديد لما تقوم به سلطات الاحتلال المتغطرسة من قمع و انتهاك لحقوق الإنسان؛ كما يرى المجلس أنه من واجب الأمم المتحدة أن تدرس القضايا الكبرى مثل قضية العراق و غيرها، علما بأنه لا يحق لأي دولة من الدول أن تفرض وجهة نظرها على الأمم المتحدة أو على شعوب أخرى بدون الرجوع إلى الشرعية الدولية.
– و في الختام يعرب المجلس عن تأثره العميق لما ناله من عناية و حفاوة و كرم مستفيض أثناء حلوله ضيفا على الزاوية الرحمانية بطولقة و على ولاية بسكرة، و يقدم بهده المناسبة أحر التشكرات لجميع السلطات المحلية و كل سكـان الولاية، راجين من الله أن يوفقنا و إياهم لما فيه خير امتنا ووطننا.
الجزائر في 4 رمضان 1423هـ /9/11/2002
الدكتور أبو عمران الشيخ