حول أحداث 11/09/2001 التي وقعت بالولايات المتحدة الأمريكية
بيان المجلس الإسلامي الأعلى حول أحداث 11/09/2001 التي وقعت بالولايات المتحدة الأمريكية يوم 30 جمادى الثانية 1422 هـ الموافق 18 سبتمبر 2001 م بسم الله الرحمن الرحيم * يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين* سورة البقرة الآية 208 عقد مكتب المجلس الإسلامي الأعلى اجتماعا برئاسة رئيسه الدكتور أبوعمران الشيخ، يوم 30 جمادى الثانية 1422 هـ الموافق 18 سبتمبر 2001 م و درس فيه الأحداث المأساوية التي هزّت أركان الولايات المتحدة الأمريكية، و حلّل ردود فعل المسؤولين الأمريكيين وغيرهم، و ردود فعل الرأي العام العالمي، و ركّز تحليله على عناصر أساسية يأتي في مقدمتها اتهام الإسلام بالإرهاب، ومضايقة المسلمين و الاعتداء عليهم في حياتهم و عباداتهم و أعمالهم، و إثر دراسة كل الجوانب والعناصر ومناقشتها عنصرا بعد عنصر توّج ذلك كله بإصدار بيان هذا نصه : – لقد سجل المجلس الإسلامي الأعلى بقلق و استغراب و استنكار محاولات أعداء الإسلام و الإنسانية وغيرهم، و هم خصوم الحق، والعدل، والفضيلة، والقيم النبيلة أن يسيئوا إلى الإسلام. و يصفوه “بدين الإرهاب”، ويتهموه بالقتل والتخريب، و يتخذوا تلك المحاولات وسيلة لمضايقة المسلمين وظلمهم والاعتداء عليهم. و فاتهم أن الإسلام و الإرهاب ضدان لا يجتمعان في مبدأ، ولا يلتقيان في اتجاه و لا في غاية أو هدف. فالإسلام دين العدل، والحرية، والإنسانية، والكرامة، و الأمن و السلم و السماحة، والرحمة والمساواة. حرّم القتل و نهى عنه و عن العدوان فقال : ” من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” المائدة /32 و قال : “و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق “.الأنعام /151. و قال” و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين “.البقرة / 190. فالإسلام حريص على نشر السلام و تحريض أتباعه على اجتناب العدوان : (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها. الأنفال/62) ونزعة الأخوة و الوحدة أصيلة في مبادئه و توجيهاته، فلا تعصب فيها، و لا بغض، و لا عنصرية جنس ولا لون، كل الناس سواسية أمام شريعة الإسلام، لا ينبغي للمسلمين أن يحقدوا على من يخالفونهم في الاعتقاد أو يؤذونهم أو يرغمونهم على اتباع دينهم: (لا إكراه في الدّين. البقرة 256)، وهو راحة للنفس لأنه يساير طبيعتها، ونعمة على المجتمع الإنساني لأنه يوثق روابطه، و يُحيي مشاعره، و يربّي أبناءه على التحلي بجميع الأخلاق الفاضلة و الترابط برباط المثل العليا، و قد ورد في الحديث الشريف : “الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله” و دين هذه مبادئه و هذه أخلاقه يرفض بطبيعته العنف و يمقت إراقة الدماء و إزهاق الأرواح البريئة و يسمو بالإنسان ويدعوه إلى التعاون و التضامن و ينصر التعايش بين الأجناس و الأمم، ويبارك الحوار بين الحضارات، و التفاعل بين عقولها (اطلبوا العلم و لو بالصين). و يحث على البحث و التنقيب ( لو تعلقت همة ابن آدم بالثريا لنالها)، و يبني أحكامه على الحجة و البرهان و لا يحمل المسؤولية من لم يرتكب جرما. و من الخطأ الفادح أن يعاقب البريء بجرم المذنب، ويدان من ليس له أثر في أمر بما فعله غيره، فهذا ظلم يرفضه الإسلام، و لهذا يناشد المجلس الإسلامي الأعلى أهل الرأي الإسلامي أن يُعرّفُوا غيرهم بحقيقة الإسلام و يُبينوا لهم أصوله و أحكامه في جميع القضايا الفردية والمجتمعية و الدولية. فقد ظُلم الإسلام، و ما تزال القوى الباغية تظلمه و تنفذ فيه الأحكام القبلية التي تُوحيها إليها الصراعات الإيديولوجية والمساعي الصهيونية و غيرها في حين أن الإسلام بريء من كل ما يلصق به. – و انطلاقا مما سبق توضيحه فإن المجلس الإسلامي الأعلى يندد بالإرهاب، ويشجب أعماله الإجرامية التي ضربت الأبرياء الآمنين من الشعب الأمريكي الذين كانوا في أماكن أعمالهم ووظائفهم، و يعبر عن تضامنه معهم، و يؤكد أن الإسلام غير الإرهاب، و أن الخلط بينهما لا يفعله العقلاء ولا يقبله النزهاء. ويناشد المجتمع الأمريكي خصوصا والدولي عموما أن ينتهج الباحثون منهما منهج الحق والنزاهة، ويتحروا الصدق والموضوعية في كشف الحقائق للتعرف على الفاعلين الحقيقيين ومتابعتهم في إطار الشرعية الدولية لأن الحق أحق أن يُتبع و يُؤيد. – كما يناشد المجلس الإسلامي الأعلى المجتمع الدولي. أن يبذل أقصى ما في وسعه لتغليب الحكمـة علـى الانفعال، وتـحكيم الرشـد العـقلـي في معـالجة نتائج هذه المـأسـاة الأمـريــكيـة. وأن يعمـل كـل ما لديه للقـضاء عـلى أسباب الإرهاب حيـثما كانت، ويحرر البـشرية من الاضطهاد والعدوان بالتعاون علـى إشاعة روح الاطمئنان، وإقامة نظام دولي عادل هدفه إحلال السلام و العدل والتسامح والتعايش السلمي في جميع أنحاء العالم دون استثناء. إن المجلس الإسلامي الأعلى يؤكد أن الإرهاب واحد سواء كان حجمه صغيرا أم كبيرا. وإذا كانت هناك رغبة في محاربته من غير انتقاء فيجب أن تكون شاملة، و من أعظم وسائل المحاربة التربية. رئيس المجلس الإسلامي الأعلى د. أبوعمران الشيخ
حول أحداث 11/09/2001 التي وقعت بالولايات المتحدة الأمريكية قراءة المزيد »